العدة والزومال والشونه في البرحة؟

إذاً ليلة المزمار جاهزة في حواري المدينة

حبا حبا باللي جاء .. ويامرحبا باللي جاء
افتتاحية يعلنها أبناء هذه الحارة الساكنة في المدينة على أنغام طبول العدة النقرزان والطار والمرد.. هذا الفن الذي تطور مع السنين ليشكل موروث شعبي ارتبط بالفرح والمناسبات الوطنية في جدة والطائف والمدينة ومكة وينبع والقنفذة.

وكغيرها من الفنون المتطورة التي ضمتها المملكة العربية السعودية وتطورت إيقاعاتها وقواعد اللعب فيها وكلماتها أيضاً لتكون دليل وشاهد على التنوع والثقافي في السعودية ، هذا الأمر الذي جعل المزمار كفن مدرج في قائمة اليونيسكو للتراث الغير مادي عام ٢٠١٦م .

 

ورغم أن المزمار لعبة شبيهة بلعبة التحطيب المشهورة في الصعيد إلا أن الحجاز استقبلتها منذ عشرات السنين بطريقة فنية متطورة وأضافت لها لمستها الخاصة من لباس وايقاعات وكلمات متأثرة بالمزيج الأفريقي الذي استلهمت منه هذه الرقصات.

 

في رمضان وأيام الأعياد والاجازات الوطنية يتسابق أبناء الحواري على تجهيز البرحة بالنار المتوسطة واحضار العدة وتشكيل التحديات والراقصين من الحارة نفسها أو من أي حواري مجاورة حيث يتنافسون على اللعب بحركات موزونة وقفزات متتابعة تضبط ايقاعها الصفقات بالأيدي والطبول، ورغم السمعة السيئة قديماً التي ارتبطت بالمزمار وما يصاحبه من شجار وضرب بالعصي يصل لحد مؤسف إلا أنه اليوم أصبح نموذجاً للتنفيس والفن والقصائد المرتجلة بعد أن كان ايقاعاً وضرب بالعصي فقط !

 

تصوير : عبد الرحمن صالح

%d