سعود محجوب

بحثاً عن ركن الإطار الرابع

اللقاء بسعود والحديث معه كما وكأنك تواجه سيل هادر من الضحكات التي يسكنها الإيمان والحكمة والفن.. لعل كلمة (التجربة) هي الأبرز في حديثي معه عندما يحكي لك سلسلة من الفنون التي خاضها بحب خلال ٤٠ عاماً مضت يمكنك حينها أن تدرك العمر الثري الذي يمتلكه هذا الإنسان.

(الضحكة) هي الفاصلة التي يكتبها بين فقرات حديثه وتأتي مطرزة بالتواضح والصبر حين يصغي لك ولأحاديثك وكأنه يسمعها منك للمرة الأولى .. لتكتشف لاحقاً بأن ما كنت تحدثه عنه كان قد جربه قبل ٣٠ سنة!

سعود محجوب قبل أن أعرفه كمصور فوتوغرافي فلمي من المخضرمين الأوائل الذين جربوا روح الفيلم وسعة الديجيتال لأكتشف عند لقائي به بأن التصوير هو المتنفس الفني الذي يمارسه مؤخراً ويجد نفسه فيه .. بين سلايدات الفيلم وكاميراته القديمة وكتب التصوير العتيقة ومعداتها التي يربت عليها غبار جدة بهدوء يحدثني عن الحماس والثورة التي بداخله وما قدمه له التصوير خلال الأعوام الماضية ولا يكاد يتوقف، ما بين ذكرى وتجربة، وفائدة، وموقف، ونتيجة.

يجب أن نعلم أن (العمارة) هي التخصص الأصلي والجامعي له وهو الرابط الخفي بين الفنون التي يحبها وهي التي تقوده إلى تجربة الفنون التجريدية والمفاهيمية التي تملأ أرجاء بيته ومعمله رغم أنها كانت أقسى مراحل حياته التعليمية وأشدها معاناة تسببت بتجاوزه للسنين المحددة لتخرجه. تجد الكثير من الأشياء الدقيقة المترامية هنا وهناك ولا تكاد ترفع عينك إلا وتحط على شيء آخر يثير الاستغراب!

مساحته الخاصة أشبه بمفاتيح كنوز يحتويها هذا الرجل ومساهمته التي قدمها من خلال الفنون والعمارة والتصوير تستحق الاحتفاء من محبي الفنون وقبلهم المعنيين في مؤسسات الثقافة والفنون في الدولة . فمثل هذا الرجل حري به أن يقدم ويثري المحتوى المعرفي والعربي والوطني بخلاصة حياته التي جملتها الفنون وصنعت منه إنسان يجلله التواضع وحب الخير للغير.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بعد الحديث الطويل معه أدركت أني قضيت ٨ ساعات دون أن أشعر بالوقت ودون أن يبين لي ذلك ولو لوهلة، إندماجي في حديثه العذب وكنوزه المترامية أشعرني كطفل فتح له باب حديقة مليئة بالألعاب !

وعند توديعه فقط اكتشفت بأن ملحن ! وموسيقار ! ومحب للحيوانات !.
الحديث لا يمكن أن تستوعبه الساعات ولا مقالة ولا مجموعة صور ..

ربما لقاء قادم يكشف لنا أوجه أخرى محجوبة .. عن سعود محجوب !

%d