نورة العمري مصورة سعودية صنعت لنفسها مكانة في مجتمع التصوير السعودي بموهبتها ونظرتها الفريدة، تلك المكانة كانت في المجال الصعب مجال تصوير الشارع مستحقة بذلك لقب مصورة الشارع بكل جدارة.
فعندما تسمع عن تصوير الشارع لا يتراود لك إلا مصورين، وقلة قليلة من المصورات اللاتي استطعنا كسر حاجز متطلبات هذا المجال، حيث يتطلب هذا المجال صبر و مهارة عالية للتعامل مع الناس وجرأة للاندماج في وسطهم بكل أريحية وخفة ظل، ونورة كانت من تلك القلة وبشكل خاص على العصيد المحلي.
تلك التجربة الخاصة تجعل من نورة مثال يُحتذى به وتجربة ملهمة لفتيات هذا الوطن ليسمو عاليًا في سماء التصوير، لهذا التقينا في نورة وكانت بيننا هذه المقابلة الجميلة التي نضعها بين أيديكم.
– كيف كانت بدايتك في عالم التصوير وبشكل خاص تصوير الشارع؟
كانت عن طريق أول كاميرا لي وهي Olympus ولم تكن المحببة لي لكن كنت أرغب بأن أصور ولا يمنع نوعها . بدأت عام 2010 وخصوصاً في ماليزيا حيث تخرجت من الثانوي هناك فكانت الطبيعة وحياة الشارع تجذبني , لم يكونوا البشر لكن الطبيعة والمباني خصوصاً , بدأت بتصوير أجزاء من كوالالمبور وكنت متفاعلة في بعض المنتديات وFlickr مثل الإنستجرام حينها.
بعد عودتي للسعودية أنضممت لمجموعة التصوير Phonart Saudi وبدأنا في الخروج في جولات في الرياض, وهذا ساعدني وشجعني كثيراً في تصوير الناس في الشارع والذي آعتقد إنه يشدني الآن أكثر من أي وقت مضى.
– نصيحة ذهبية تقدميها في تصوير الشارع؟
بالنسبة لي:
– عند تصوير الناس في الشارع لا أتعمد النظر في أعين الناس , ألتقط الصورة وأغير إتجاه سيري للنظر في أرجاء المكان بحثاً عن منظر لتوثيقة , وأتصرف بكل أريحية.
– الإبتسامة مهمة قبل تصوير البشر خصوصاً , إعتقد انها تكسر المخاوف عند الغرباء.
– التفاعل مع الناس كنز تصوير الشارع، حدثينا عن أحد المواقف الجميلة التي واجهتك؟
من أمتع اللحظات بالنسبة لي , الفرحة التي أدخلها على الناس لحظة تصويرهم والفرحة التي يخلقونها بداخلي لساعات، أحب التكلم مع الناس والتعرف عليهم والسؤال عن أحوالهم لإنه من اللطيف أن تسأل الآخرين عن أحوالهم , هواياتهم وقد تسمع احاديث تستمر لساعات.
من أمتع اللحظات بالنسبة لي تكون مع الأطفال حيث تصل لدرجة أن يتعلقوا بإيدي وأحضان كثيرة وكأننا من عائلة واحدة.
أحد المواقف الذي أحبه وأذكره كثيراً … كنت أمشي في جولة تصوير مع نفسي في المدينة المنورة وأنا في وسط الشارع لفت انتابهي رسمة جميلة لطفل على الشارع قمت بتصويره وأبديت إعجابي بشدة , إلتفت حولي كي ابحث عن الشخص الفنان الذي رسمها , فوجدت مجموعة أطفال بائعات من أفريقيا في القرب فذهبت وسألت عن الرسمة , الكل أجاب بصوت واحد : سميحة.
أنا : مين سميحة ؟ وهي اللي رسمت الرسمة؟
احدى الفتيات : ايه سميحة دائماً ترسم على الشارع … بناديها
أنا : ترسم بإيش؟
احدى الفتيات : طباشير
وعند انتظار الفتيات بدأنا يشعرن بطفولتهن , ألقين اكياس البضاعة التي في إياديهم وبدأن بالرسم على الشارع بسعادة .. اعجبني كثيراً المشهد وقمت بتوثيقة وطلبت منهم أني أريد أن أضع رسمتي الخاصة على الشارع مع رسمتهم , فسمحوا لي بسعادة غامرة وضحكات عالية ورسمنا سوية.
بعد فترة جاءت سمحية وبلغتها أنها فنانة ومتميزة ويجب أن تستمر لأنها جعلت المدينة أجمل , أستحت سميحة وعادت للرسم على الشارع.
قمت يتوثيقها وبتوثيق صديقاتها وشعرت بالسعادة الغامرة وإلى اليوم أحب تلك اللحظات الجميلة معهم وأتمنى أن أعود لألتقي بها مجدداً.
– شاهدنا مشاركتك في عدة معارض، حدثينا عن التجربة وأهميتها للمصور؟
لا أتعمد أن اعرض أعمالي في معارض فجميعها كانت عن طريق تواصل الجهة لرغبتها في عرض صوري وكل عرض بالنسبة يعتبر فرصة لا تتفوت , ما أجمل أن يتم اختيارك لإيمانهم بتصويرك.
وأرغب في شكر أول الجهات Reconnecting Art التي كنت أحد المشاركات في معرضهم مع مجموعة من الفنانين في بريطانيا وأعتقد كان السبب الذي جعلني أؤمن في قدراتي.
أهمية المشاركات في المعارض تساعد للوصول لشريحة كبيرة من المهتيمن وتساعد على الإستمرارية!
– في ظل النهضة التي نشدها من رأيك ماذا يحتاج وسط التصوير السعودي بشدة؟
التوثيق والتوثيق والتوثيق , نحن في زمن نقلة نوعية وتغييرات فريدة لن تتكرر.
مع الأسف بعض المصوريين المتمكنين من كل النواحي ولديهم رؤيه ونتائج جميلة ولكن يتعذر بالكسل , فأرغب بأرسال هذه الرسالة : لا تستسلم للكسل , ولا تنتظر للسفر للبلاد الأجنبية للتوثيق بدلاً عن منطقتك التي يزورها المصورين من أرجاء العالم لتوثيق أرجاءها.
وبالجانب الآخر; المصور السعودي المتميز مستشعر لهذه النهضة والحمدلله لدينا مصورين أذكياء لديهم كنز من الصور الجميلة التي ستبقى للزمن.
وأيضاَ مؤخراً إيمان الجهات الحكومية بقدرات المصور السعودي تجعل الجميع متحمس للسعي خلف تصوير الأحداث في بلادنا والتمييز.
– رسالة للمصورات السعوديات وبشكل خاص المتوافدات حديثا على المجال؟
يجب أن نؤمن بأهمية الإختلاف والتميز , البحث والتجريب , التغذية البصرية والثقافية.
والأهم أن كل مشهد يعجبك هو مهم ليكون صورة جميلة, فرؤيتك كمصورة هي الأهم وهي التي تميزك عن الآخرين.
وكفتيات نستطيع التميز لأن الوسط يفتقر إلى وجود فتيات متميزات , فقط أظهري فنك ولا تهتمي للآراء السلبية والمحبطة أبداً.