زهير الطريفي مصور من الأحساء شرق المملكة له تجربة فريدة في تصوير الشارع، حيث دفعه شغف تصوير الشارع إلى بدء مشروع تصوير مكثف جاب فيه كافة مناطق المملكة ومدنها وقراها مندمجًا ومتفاعلًا مع السكان المحليين.
كل من قابل زهير أو حضر المعارض واللقاءات التي كان جزء منها يعرف شغفه العالي في تصوير الشارع -وأنا منهم-، زهير في هذا المجال من أجل التصوير لا الأضواء لهذا عدنا لكم يا متابعين فانوناس بهذه المقابلة الغنية معه:
– كيف كانت البداية في عالم التصوير؟
كنت من الصغر أحب التوثيق بين العائلة وكنت دائماً أحاول استعارة أي كاميرا لغرض تصوير مناسبة ما تحصل بين العائلة أو حتى بالمدرسة، ولم أقتني كاميرا إحترافية إلا في أواخر عام ٢٠٠٩ وأتذكر جيداً في فبراير ٢٠١٠ حضرت ٥ أيام دورة أساسيات التصوير الفوتوغرافي للأستاذ المعروف في الأحساء ماجد البقاشي وكنت هي نقطة الانطلاق الحقيقية في فن عالم التصوير الفوتوغرافي.
– حدثنا عن تجربتك الغنية والفريدة في تصوير الشارع السعودي، عن الصعوبات والمزايا؟
في عام ٢٠١٢ وجدت نفسي واقعاً في شغف تصوير البورتريهات للغرباء من الشارع وبعدها بفترة بسيطة أحسست أنني أريد تصوير أكثر من مجرد بورترية، أريد تصوير المحيط الموجود حول هذا الشخص، الحواري الضيقة، الأسواق الشعبية، الحياة اليومية بشكل عام، كانت تلك نقطة التي غيرت فيني الكثير وجعلتني أتوجه لهذا المجال الغير سهل في بلدنا حيث من المعروف أن الكثير يعترض على حامل الكاميرا ويعترض على فكرة أن يقوم شخص غريب بتصويره، وفي كل جولة أنهيها أجد نفسي تحت رغبة جديدة في مكان جديد أقوم بتصويره وهذه الرغبة لم تتوقف حتى الان منذ تلك السنة حيث قمت بالتجوال حول جميع مناطق المملكة على مدار ٣ سنوات منذ ٢٠١٣، المثير في الأمر على الرغم من أننا في بلد واحد إلا أنه في كل مدينة وفي كل قرية تجد في حواريها الشيء الذي يميزها عن غيره وتجد في الأسواق ما تتميز أيضاً عن غيرها ولا ننسى السكان المحليون لكل قرية حيث أطباعهم تختلف من قرية إلى اخرى فهناك من يرحب بك أشد ترحيب على رغم من كونك شخص غريب تماماً وهناك من يريد الاتصال على الشرطة فقط لكونك تحمل كاميرا وقد حصلت معي مرة واحدة حيث تم إيقافي من قبل الشرطة بعد أحد البلاغات وانتهى الموضوع بخروجي من التوقيف بعد ساعتين تقريباً لذا أعتقد أنها كانت تجربة صعبة ولكنها ضرورية وهذا بالتحديد لم يوقفني عن التصوير بل تابعت التصوير في الأيام التالية.
– نصيحتك لمن يرغب في تصوير الشارع بشكل عام و في السعودية بشكل خاص؟
- لابد أن تكون لديه سعة صدر واسعة والابتسامة وأن يحارب أي إنزعاج ممكن يواجهه أثناء التصوير لأنه يمكن من موقف واحد أن يحبط المصور ويتوقف عن التصوير في هذا المجال، لذا يحتاج الأمر إلى شخصية قوية.
- حامل كاميرا التي تشعرك بالراحة، ليست بالضروري كاميرا صغيرة ولكن الكاميرا التي تعتقد أنها ستقدم لك أفضل النتائج هي الأفضل لك.
- لبس ملابس تكون ملائمة للمكان المقصود بتصويره حيث أن الفكرة أن لا تلفت الإنتباه لنفسك بقدر الإمكان لكي تشعر بالراحة أكثر أثناء التصوير.
- نصيحة عام وهي أن تكون سريعة الخفة في التصوير وبطيء المشي في التجول.
- أحياناً يفيد بالتعريف عن نفسك (ليس الاسم) وقولك أنك قادم من المدينة الفلانية لتلطيف الأجواء بينك وبين الأشخاص المراد تصويرهم وبالتالي تكسب ودهم بشكل سلس ومرن.
- واخر نصيحة أن جادلك شخص ما بشأن ما تقوم به، حاول أن تمتص غضبه وتماشيه في الحديث لأنك أنت الذي أتيت إلى هذا المكان وأنت الغريب، لذا أن تريد تهدئة الأمر بشكل ودي لكي تتابع التصوير.
– نبدة عن كتابك ‘حياة الشارع في السعودية’ وهل تشجع المصورين على نفس الخطوة؟
الكتاب هو أحد ثمرات مشروعي “حياة الشارع في السعودية” والذي بدأته في اواخر عام ٢٠١٣، كتاب يحتوي على صور تم تصويرها في الفترة من ٢٠١٣ إلى ٢٠١٦ في أكثر من ٢٠ مدينة في المملكة العربية السعودية وتم اختيار ١٦٩ صورة من بين أكثر من ٣٠٠٠ صورة، الصور تعرض مجموعة وجوه، حياة يومية، أسواق، لمختلف الأعمار من الرجال والنساء والأطفال. خطوة الكتاب هي بحد ذاتها إنجاز ولكن أنصح أي مصور أن يقوم بذلك بالطريقة الاحترافية عن طريق الجهات المختصة من مطابع ومصممين وحتى إن كان ذلك مكلفاً، تجربتي للكتاب علمتني ذلك لأنني وللأسف قمت باستخدام أحد مواقع النشر الذاتي ولم تكن النتيجة مرضية ولكنني بكل تأكيد تعلمت من تجربتي هذه.
– من وجهة نظرك ماذا ينقص مشهد التصوير السعودي ليكتمل؟
شيء واحد وكنت ولا زلت أتحدث به من سنوات (القصة) لا يزال كم كبير من المصورين في السعودية سواء مستخدمين الكاميرات الاحترافية أو مستخدمين الجوال (وهم لهم أغلبية العدد) لا يركزون على جانب القصة في الصورة لكتابتها ونشرها مع الصورة، هناك الكثير من القصص التي تستحق اهتمامنا والكثير من المواضيع التي يستحق الأمر أن نجلس لساعات في ذلك المكان من أجل كتابة القصة عن تلك الصورة التي نريد إلتقاطها.
لا تنسِ متابعة زهير على إنستقرام: @zuhair373 وتويتر: @zuhair86_
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.