معارض مهجورة

بيوت قامت على الفنون وتركت للنسيان

تزيين البيوت رفاهية قديمة استمتع بها الإنسان من أزمان بعيدة، ومع تقدم الوقت اختلف التوجه العام في طريقة اختيار الزينة كمذهب يختص بفئة زمنية تقتصر وتمتد إلى عشرات السنين، على أن يختلف الناس في اختياراتهم حسب أذواقهم الشخصية، فتجد من يصنع لبيته طابعا واحدا يتواجد في كل الغرف، ومن يضع لكل غرفة حقها من المظاهر، إلا أن الجميع يتفقون في أنهم يحاولون إيصال رسالة لمن يدخل ذلك البيت، ومن هنا يبدأ اختلاف آخر ينطق بمعاني كثيرة حسب اختيار الشخص.

في أحد فترات التاريخ كان تزيين البيوت برسم لوحات فنية على جدران الغرف ومحيط البيت من الخارج حيث اشتهرت هذه الموضة في أوروبا كوسيلة لإبراز الدلالة على ثراء مالك البيت وعلو مكانته الإجتماعية، وربما عاش مالك البيت فترة من الاطمئنان كونه يقبع في أعلى المكانات، إلا أن الوقت الذي لا يرحم كان كفيلا بتحويل اهتمام الناس إلى ما يشد انتباههم أكثر حتى هُجرت تلك البيوت.

ولأن التراث الذي تُرك كان فنّا قد لا يعود, تجول المصور Romain Veillon في أنحاء عديدة من مناطق أوروبا ليوثق تلك البيوت المهجورة، والتي قد تخبرنا بقصة ما حين النظر إلى نسبة دمار الجداريات ومقارنة الأثاث القديم بالحديث، فاجتماع النقيض يدل على طول الوقت الذي تحول فيه تقدير الفنون من كامل الإعجاب إلى فظاعة النسيان والإهمال.