فَرِيدْ

ما بين الوادي والجبل

بين الوادي والجبل يسكن النحلُ والعسل، وفي ظلال تنومة وقفتُ على تناغمُ العائلة الجميل، ثلاثةُ أطفالٍ و والدهم بين العسل والورد، الترابطُ في هذه اللوحة عميق، جبلُ ووادي ووردٌ وعسل، كلُ العناصر تبدو كالعائلة، وكلُ مافي هذه العائلة من أزياء وألوان وابتسامةٍ، يتنفسُ بروح الوادي والجبل.

مضيت غير بعيدٍ في كنف الغيم وبين يديّ السماء حيثُ يمرُ السيّارة في السودة و قبل أن تستوقفهم الطبيعة بلوحتها الساحرة، حينما يكون الغيم والمطرُ والمدينةُ أسفل منهم والسماءاتُ وبقايا الجبال من فوقهم، يظهر في منتصف الطريق فريد والورد.

استوقفني في رحلتي فريد بائع الورد ذو الأعوام العشرة، الطفلُ العسيري الذي يستقبلك في مساحةٍ من الجمال والفخر والإعتزاز، يعكسُ نموذجًا جميلًا  للطفل العسيري بابتسامته الساحرة، والنقوش المميزة على ثوبه الداكن، وشخصيته التي تعكس تضاريس الكرم العسيري.

 

 

ومع تتابع الخطى نحو الأسفل مرةً أخرى “تحديدًا إلى سوق الثلاثاء” انتقلت من لوحةِ فريد إلى لوحةٍ أكثر عمقًا وجمالًا، هنا وبين هاتين اليدين المزينة بالحناء، تُصنعُ أطواق الورد بيدينٍ من زمن، وعند هذه السيدة أنت لا تشتري طوقًا من الورد العسيري بل تشتري حكاية الورد بأكملها.

 

تصوير: نورة البطاطي.

كتابة: ناصر القحطاني.

0%