بين زوايا حيّ الرفعة الجنوبية القديمة، أو ما يطلقُ عليه حديثًا بحيّ النعاثل في مدينة الهفوف، وبين الأبواب القصيرة والممرات الضيّقة، كان بابُ معمل العم أبو ابراهيم مفتوحًا يطلقُ ضجيج مسجلته إلى جميع جنبات الحيّ.
المعمل الفنيّ المتواضع الذي يقضي فيه العم حسن الرصاصي وقتًا في صيانة أجهزة الحياكة الخشبية اليديوية، وإعداد الحبال، والحرف اليدوية، هو المعملُ الذهبي الذي ينطلق منه نحو المحافل الوطنية الكبرى مثل مهرجان الجنادرية الثقافي، الذي يمتلكُ فيه العم أبو ابراهيم ركنًا سنويًّا بانتظام.
خبرةُ حرفة الوراثة هذه تزيدُ عن اربعين عامًا من الشغف تتوارثها الأجيال، نتج عنها حُبٌ كبيرٌ لأدواته الخاصة، يصلحها دومًا ولا يفكرُ باستبدالها أبدًا فالعلاقة بينهم وطيدةٌ جدًا، يرفض من خلالها التفكير بالاستغناء عنها.







يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.