المنظر الذي يمتد في الأفق في صباح كل يوم حساوي يكاد يكون سريالياً عندما تشاهد الأدخنة وهي تتصاعد بين تجمعات النخل في واحة الأحساء.
هذا المشهد الذي تكون من حرق مخلفات مزارع النخل وبقايا الخشائش أصبح كالعطر الذي يلازم المعشوقة ويعرفها كل من مر بهذه الأرجاء..رائحة طبينة النخل حين تصبح بها يومك أو تمسي قبيل غروب الشمس.
يسعى المزارعون كل يوم على فترتين صباحية ومسائية لجمع بقايا سعف النخل ولحاء الكرب والحشائش. وما زاد من نبات الأرض لتتجمع هذه البقايا ويشعل فيها النار لتختلط برائحة التراب والنخيل وأشجار الواحة وتكون مزيجاً عطرياً عفوياً ينشره المزارعون كل يوم في أرجاء الأحساء وواحتها الغناء.
العم يحيى حسين واحد من أولئك المزارعين الذي يساهمون في حفظ هوية الأحساء ورائحتها من حيث لايعلمون. من خلال هذه العملية التي يقومون بها في الأصل للتنظيف وتنعكس هذه الأدخنة لتساهم في قتل الحشرات الضارة كما يقول خاتماً عملية حرق الطبينة بالتراب المشبع بالماء ليكون كالأمان لهذه العملية بعد أن يكتمل احتراقها وتساهم في عملية التسميد .
بقي أن تسأل أي شخص حساوي عن ماتعني له هذه الكلمة (الطبينة) من قصص وذكريات وإحساس لتستكشف وجه آخر لهذه العادة التي تناقلها المزارعون من أجدادهم لتحافظ على مهامها حتى يومنا هذا!
تصوير عبدالله الشثري | تويتر | انستجرام
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.